أحسن كما أحسن الله إليك ..
كلنا نعلم فضل الله علينا و نعمه التي لا تعد و تحصى ..
منّ علينا بهدايتنا الى عبادته وحده بلا شريك من بين عبّـاد الشمس و القمر و الصنم و النجم و البقر ...
منّ علينا بالعقل بين الكثير ممن فقدوا عقولهم ..
منّ علينا بالصحه بين كثير من المرضى و المعتلين ..
منّ علينا بالسمع و البصر دون من حرمهم هذه النعمه بحكمه منه ..
منّ علينا بمعيشه تحفظ علينا كرامتنا ..
و خير يغنينا عن سؤال الناس ..
و منّ علينا بأشياء لن ننتهي من ذكرها ..
بنعمه احسن الينا ... و طلب منا الاحسان ..
فالإحسان
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك , " هو الذي يراك حين تقوم وتقلبك
في الساجدين " , فليكن منك العدل في الغضب والرضا ، والإخلاص في السر والعلانية , والقصد
في الفقر والغنى , وادع ربك تبارك وتعالى أن يجعل صمتك فكرا , ونطقك ذكرا , ونظرك عبرا ,
انه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه ..
" قال سبحانه " وبالوالدين إحسانا"
وقال " وقولوا للناس حسنا
" وقال " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"
وقال " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن "
وقال " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون
" , وقال " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين "
وقال " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه "
بل المصيبة التي تبتلى بها لا تخلو من إحسان فما أصيب عبد بمصيبة إلا وكان له فيها ثلاث نعم : أنها لم
تكن بأكبر مما كانت , وأنها لا بد كائنة وقد كانت , وأنها لم تكن في دينه , ثم يؤخر عنك العذاب
عندما يملي لك ,هذا إحسان منه إليك و إلا فـ " لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها
من دابة " , و " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون " ..
تذكروا إحسانه , إحسان لا ينقطع ليل نهار , أحسن إلى الخلق أجمعين إلى البـار والى الفاجر منهم ..
" وأحسن كما أحسن الله إليك .... "